اعتبر الضيوف الذين شاركوا من مختلف أنحاء العالم في البرنامج الذي أقامه وقف محبي النبي في ديار بكر، الأسبوع الماضي، تحت شعار "قائد المقاومة سيدنا محمد"، أن هذا الحشد هو بمثابة بذرة لوحدة الأمة واندماجها.

نظم وقف محبي النبي فعالية المولد النبوي تحت شعار "قائد المقاومة سيدنا محمد"، في ديار بكر، وقد شهد البرنامج مشاركة عدد من العلماء، والمفكرين، والسياسيين من أفغانستان، والسودان، ومقدونيا، وسوريا، ولبنان، والعديد من الدول الأخرى.

وقد أشار الضيوف الذين حضروا من مختلف أنحاء العالم إلى ديار بكر للمشاركة في فعالية المولد النبوي، إلى أن التركيز على غزة في الفعالية يعكس ارتباط الحضور بقضية القدس إلى جانب حبهم للنبي صلى الله عليه وسلم، مؤكدين أن روعة الساحة تظهر هذه العلاقة العميقة.

"الحدود لا تستطيع أن تفصلنا عنكم"

وأشار الدكتور "عزت عبد الله"، أحد مسؤولي جماعة الإخوان المسلمين في مصر، إلى أن برنامج المولد النبوي يتزامن مع فترة ذات معنى في التقويم الميلادي، وقال: "لأننا في هذا اليوم الخاص نقف إلى جانب المقاومة، وندعمهم بكل قوتنا المادية والمعنوية. نقول لهم: الحدود لا يمكن أن تفصلنا عنكم. الحدود بين البلدان لا يمكن أن تمنع المسلمين من الوقوف بجانبكم. نحن معكم بأرواحنا وأموالنا ودعائنا. نحن معكم من خلال نشر قضيتكم وتعريف الناس بها. نحن دائمًا معكم".

وأكد عبد الله أن قضية غزة هي قضية الأمة الأساسية، وقال: "قضية فلسطين هي في قلبنا تمامًا. لا نحن ننسى ولا أولادنا سينسون. بإذن الله، هذه الفعالية التي شارك فيها ملايين الناس تقول شيئًا واحدًا فقط: وهو أن هذه الجماعة على طريق نبينا (صلى الله عليه وسلم). هي إلى جانب المقاومة. تدعمها بكل جوانبها. دائمًا وفي كل الظروف، تقف وراء هذه المقاومة، وستستمر هذه الدعم حتى نلتقي بالله. وعندما يأتي ذلك اليوم، سنلتقي جميعًا في باحات المسجد الأقصى، أحرارًا ومنتصرين، إن شاء الله".

"في هذا الاحتفال الكبير، هناك حب عميق وتضامن تجاه نبينا والقضية الفلسطينية"

وقال "محمد طقوش"، الأمين العام للجماعة الإسلامية في لبنان، مشيرًا إلى أن الحشد في مكان الفعالية أظهر التزامه بقضية القدس إلى جانب حب النبي، قائلاً: "جئنا إلى هذه المدينة المباركة لنكون مع إخوتنا وأصدقائنا، وللاحتفال بميلاد نبينا صلى الله عليه وسلم في ديار بكر. ما أعظم وأسمى هذه المناسبة! في هذا الاحتفال الكبير، رأينا أن في قلوب سكان هذه المدينة المباركة حبًا عميقًا واحترامًا عظيمًا للنبي صلى الله عليه وسلم. وهذا الحب لا يقتصر على محبة رسول الله فقط، بل يشمل أيضًا القضية الأكبر التي تعيشها الأمة الإسلامية، وهي قضية غزة، التي أصبحت الآن أكثر القضايا مركزية في زماننا".

"إن شاء الله، سنرى الوحدة الإسلامية في جميع البلدان الإسلامية"

ووصف الشيخ الدكتور "حسين عبد العال"، أحد مسؤولي الجهاد الإسلامي في مصر، اليوم بأنه يوم شعر فيه الجميع بوحدة الأخوة الإسلامية ووحدة الأمة، وقال:

"جئنا هنا بدعوة كريمة ونحن في غاية السعادة والفرح. خصوصًا عندما رأينا هذا الجمع الضخم الذي جاء هنا بحب رسول الله، زاد فرحنا أكثر. سيدنا هو الشخصية التي تجمع الأمة. هو شخصية لا يختلف عليها اثنان. هو يوحد الأمة ولا يفرقها. هذا الجمع الكبير الذي نراه اليوم هو بذرة وحدة الأمة وتماسكها".

وأضاف عبد العال: "في الحقيقة، نحن في تركيا، وخاصة في ديار بكر، رأينا بوضوح هذه الوحدة، والمحبة، والأمل. هناك أمل كبير بأن هذه الأمة، بإذن الله، ستتوحد حول محمد. محمد صلى الله عليه وسلم، الذي قبل 1400 سنة أخرج الأمة من الشرك وأوصلها إلى نور الإيمان، واليوم نفس النبي، بكتاب الله وسنته، يخرج هذه الأمة من ظلمات الجهل والظلم والباطل. نرى هذه الوحدة في 'طوفان الأقصى' في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، وفي أفغانستان، وسوريا، والسودان، وإن شاء الله سنراها أيضًا في جميع البلدان الإسلامية. في هذه البلدان، ستتحد الأمة، وتتوحد قلوبها، وتلتقي بالنصر إن شاء الله".

"اللهم اجزِ إخوتنا في ديار بكر على هذه الاحتفالات الجميلة والمعنوية كل خير"

وقال الدكتور "عبد الحي يوسف"، رئيس اتحاد علماء السودان: "شاركنا في هذا الاحتفال المبارك في مدينة ديار بكر، ونحن في غاية السعادة والفرح. لأن هنا، يوجد أشخاص تتوحد قلوبهم، يحيون ذكرى ميلاد رسول الله ويظهرون له حبهم. من خلال دراستي لحياة رسول الله، فهمت أنه أكبر المجاهدين، وقائدهم ومرشدهم. وما يحدث اليوم في غزة هو انعكاس لاتباع هذا النبي صلى الله عليه وسلم".

وأضاف الدكتور يوسف متطرقًا إلى الصور المعروضة في الفعالية: "في هذا الحدث المبارك، نرى صور قادة المقاومة مثل يحيى السنوار، محمد الضيف، إسماعيل هنية، وأبو عبيدة. لأنه عندما تُذكر أسماؤهم، يتبادر إلى الذهن المقاومة والجهاد. وهذه هي الفهم الصحيح للمولد النبوي وحب رسول الله. لا يجب أن يتحول الاحتفال بالمولد النبوي إلى خرافات أو بدع لا علاقة لها بالدين كما يفعل بعض الناس. نسأل الله أن يجزِي إخوتنا في ديار بكر على هذه الاحتفالات الجميلة والمعنوية بكل خير، وأن يوفقهم في الأعمال التي يرضى عنها". (İLKHA)